الإسلام سؤال وجواب

بورما .. تاريخ مذابح ( ملف خاص عن بورما)

5:51 م نشر في :

لماذا يذبحون المسلمين في بورما ؟




يعيش المسلمون في بورما أشد محنة يتعرضون لها في تاريخهم حيث تشن ضدهم حرب إبادة عنيفة من قبل جماعات بوذية متطرفة راح ضحيتها عدد كبير لا يمكن إحصاؤه بدقة.



ويقول الناشط البورمي محمد نصر: إن مسلمي إقليم أراكان في دولة بورما، يتعرضون حالياً لأبشع حملة إبادة من قبل جماعة 'الماغ' البوذية المتطرفة، مشيراً إلى أن عدد القتلى لا يمكن إحصاؤه.
وأضاف: إن الجماعات الراديكالية البوذية المناصرة لـ'الماغ' تنتشر في أماكن تواجد المسلمين في بورما بعد إعلان بعض الكهنة البوذيين الحرب المقدسة ضد المسلمين.
وأشار إلى أن مسلمي إقليم أراكان يتنقلون في ساعات الصباح الأولى فقط وبعدها يلجؤون إلى مخابئ لا تتوفر فيها أي من مستلزمات الحماية، خوفاً من الهجمات التي وصفها بأنها الأشد في تاريخ استهداف المسلمين في بورما.
وأوضح أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة 'لن يصلونا قبل أن نموت جميعا فالوقت ينفد'.
وفي عام 1942 تعرض المسلمون في بورما لمذبحة كبرى على يد البوذيين الماغ، راح ضحيتها أكثر من مئة ألف مسلم وشرد مئات الآلاف.
ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة منهم 15% مسلمين، يتركز نصفهم في إقليم أراكان، الذى يتواجد فيه الأغلبية المسلمة.
وأعادت الأحداث الدامية الأخيرة التي تعرض لها المسلمون في إقليم أراكان المسلم في بورما مآسي الاضطهاد والقتل والتشريد التي كابدها أبناء ذلك الإقليم المسلم منذ 60 عاماً على يد الجماعة البوذية الدينية المتطرفة (الماغ) بدعم ومباركة من الأنظمة البوذية الدكتاتورية في بورما. حيث أذاقوا المسلمين الويلات وأبادوا أبنائهم وهجروهم قسراً من أرضهم وديارهم وسط غيابٍ تام للإعلام أن ذاك إلا في القليل النادر.
ويعيش مسلمو ولاية آراكان الواقعة في غرب بورما أوضاعا مأساوية، بعدما تحولت المواجهات التي يشهدها الإقليم إلى حرب شاملة ضد المسلمين في بورما, فقبل عدة أيام قتل عشرة من دعاة بورما المسلمين لدى عودتهم من العمرة على يد مجموعات بوذية, قامت بضربهم حتى الموت وذلك بعدما اتهمتهم الغوغاء ظلما بالوقوف وراء مقتل شابة بوذية.
ومنذ ذلك الحين تجوب مجموعات مسلحة بالسكاكين وعصي الخيزران المسنونة العديد من مناطق وبلدات ولاية أراكان, تقتل كل من يواجهها من المسلمين وتحرق وتدمر مئات المنازل، وخاصة في منطقة 'مونغاناو' في شمال الولاية، إضافة لمدينة 'سيتوي' عاصمة ولاية آراكان.
وتعتبر ولاية أراكان (والتي هي عبارة عن شريط ترابي ضيق يقع على خليج البنغال) همزة الوصل بين آسيا المسلمة والهندوسية وآسيا البوذية، حيث يكاد يكون من شبه المستحيل التعايش بين أغلبية بوذية 'الراخين' وأقلية مسلمة مضطهدة 'روهينج ياس '.
كما تعتبر الأقلية المسلمة في بورما بحسب الأمم المتحدة أكثر الأقليات في العالم اضطهادا ومعاناة وتعرضا للظلم الممنهج من الأنظمة المتعاقبة في بورما.
جذور المأساة:
يبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة, منهم 15% مسلمون, حيث يتركز نصفُهم في إقليم أراكان ـ ذي الأغلبية المسلمة.
وقد وصل الإسلام إلى أراكان في القرن السابع الميلادي, وأصبحت أراكان دولة مسلمة مستقلة, حتى قام باحتلالها الملك البوذي البورمي (بوداباي)، في عام 1784م وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة, وعاث في الأرض فساداً فدمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة.
ومنذ تلك الحقبة, والمسلمون يتعرضون لكافة أنواع التضييق التنكيل والإبادة, ففي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قِبَل البوذيين الماغ بعد حصولهم على الأسلحة والإمداد من قِبَل البوذيين البورمان والمستعمرين وغيرهم, راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم, أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف خارج الوطن، ومن شدة قسوتها وفظاعتها لا يزال الناس ـ وخاصة كبار السن ـ يذكرون مآسيها حتى الآن.
كما تعرض المسلمون للطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن بين أعوام 1962م و1991م حيث طرد قرابة المليون ونصف المليون مسلم إلى بنغلادش في أوضاع قاسية جداً.
ولا يزال مسلمو أراكان يتعرضون في كل حين لكل أنواع الظلم والاضطهاد من القتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم، بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل وذلك لإذلالهم وإبقائهم ضعفها فقراء وإجبارهم على الرحيل من ديارهم.
بداية المأساة الجديدة:
مع حلول الديمقراطية في ميانمار (بورما) حصلت ولاية أراكان ذات الأغلبية الماغية على 36 مقعداً في البرلمان، أعطي منها 43 مقعداً للبوذيين الماغين و3مقاعد فقط للمسلمين, ولكن وبالرغم هذه المشاركة من المسلمين الروهنجيين لم تعترف الحكومة الديمقراطية التي ما زالت في قبضة العسكريين الفاشيين بالعرقية الروهنجية إلى الآن رغم المطالبات الدولية المستمرة.
وقبل انفجار الأزمة في 18/7/1433هـ الموافق 8/6/2012م بأيام, أعلنت الحكومة الميانمارية البورمية بأن�'ها ستمنح بطاقة المواطنة للروهنجيين في أراكان فكان هذا الإعلان بالنسبة للماغين بمثابة صفعة على وجوههم, فهم يدركون تماماً معنى ذلك وتأثيره على نتائج التصويت – في ظل الحكومة الجمهورية الوليدة – ويعرفون أن هذا القرار من شأنه أن يؤثر في انتشار الإسلام في أراكان, حيث أن الماغين يحلمون بأن تكون أراكان منطقة خاصة بهم لا يسكنها غيرهم.
بدأ الماغيون بعد ذلك يخططون لإحداث أي فوضى في صفوف المسلمين، ليكون ذلك مبرراً لهم لتغيير موقف الحكومة تجاه المسلمين الروهنجيين فيصوروهم على أنهم إرهابيون ودخلاء، ويتوقف قرار الاعتراف بهم أو يتم تأجيله, وأيضاً لخلق فرصة لإبادة الشعب الروهنجي المسلم مع غياب الإعلام الخارجي كلياً، وسيطرة الماغين على مقاليد الأمور في ولاية أراكان.
البداية المفبركة:
عمد الماغيون في بلدة تاس ونجوك البوذية التي يندر وجود المسلمين فيها، والواقعة في الطريق المؤدي إلى العاصمة رانغون برصد تحركات المسلمين، فاتجهت -قدراً- حافلة تقل مجموعة من العلماء والدعاة المسلمين منهم من عاصمة بورما 'رانغون' ومن عاصمة ولاية أراكان 'إكياب - سيتوي' وحين وصلوا إلى البلدة المذكورة هاجمهم مجموعة من الماغيين البوذيين وأمسكوا بهم. فوقعت المأساة والمذبحة البشعة فاجتمع على ضربهم وقتلهم قرابة الـ 466 من الماغيين الحاقدين في صورة تنعدم عندها كل معاني الإنسانية.
والمتأمل لصور شهداء المذبحة يدرك تماماً أن هؤلاء الدعاة– رحمهم الله - تم ربط أيديهم وأرجلهم, ثم انهال الجميع بضربهم ضرباً مبرحاً بالعصي على وجوههم ورؤوسهم. فلا ترى إلا وجوهاً محتقنة بالدماء والنزيف الداخلي للدماغ والوجه واضح جدا. وقد فقئت أعينهم وكسرت جماجمهم وخرجت أدمغتهم .. وسحبت ألسنتهم فلا يعلم إلا الله كم عانوا من الألم قبل أن تخرج أرواحهم ..
التبرير الساذج للمذبحة:
وحتى يثير الماغيون الفتنة, ويخلقوا موقفاً للتبرير جريمتهم ادعوا أنهم فعلوا ذلك انتقاماً لمقتل فتاة بوذية زعموا أن أحد المسلمين اغتصابها وقتلها, مع العلم بأن حادثة الفتاة - إن صدقوا فيها - فقد حصلت في بلدة يندر فيها وجود المسلمون . كما أن هؤلاء الدعاة ليسوا من تلك البلدة وإنما كانوا مارين بها إضافة إلى أنهم مواطنون أصليون من العاصمة رانغون وليسوا من مقاطعات أراكان ويتكلمون لغة الماغ بطلاقة وهم من كبار السن وقد علاهم الشيب وغطت وجوههم اللحى.
موقف الحكومة:
وبالطبع كان موقف الحكومة مخجلاً ومتواطئاً مع البوذيين ضد المسلمين, حيث قامت بالقبض على 4 من المسلمين بدعوى الاشتباه بهم في قضية الفتاة, وتركوا الـ466 الذين شاركوا في قتل هؤلاء الأبرياء, مما يوضح بجلاء أن القضية ليست قضية فتاة إنما هي دعوى ترويجية لإحداث الفوضى وإبادة المسلمين بمباركة من الحكومة وإعادة ما حصل قبل ستة عقود.
تطورات القضية:
وفي يوم الجمعة 19/7/1433هـ الموافق 3/6/2012م يوم اندلاع الثورة أحاط الجيش والشرطة البوذية بشوارع المسلمين تحسباً لأي عملية مظاهرات وشغب في أراكان وبالتحديد في (مانغدو) ومنعوا المصلين من الخروج دفعةً واحدة, وأثناء خروجهم قاموا الرهبان البوذيين الماغ برمي الحجارة على المسلمين حتى أصيب عدد منهم, فثار المسلمون وقاموا بردة فعل, وقد احتقنت النفوس على قتل الدعاة العشرة وضياع حقوقهم طيلة العقود الماضية, فقاموا بأعمال شغب، وهذه الفرصة التي كان ينتظرها 'الماغ' ليردوا عليها بإبادة شعب طال تخطيطهم لها, وبعدها تدخل الجيش والتزم المسلمون بالتهدئة ورجعوا لمنازلهم وتم فرض حظر التجول على الطرفين فتمت محاصرة أحياء الروهنجيين المسلمين حصاراً محكماً من قبل الشرطة البوذية الماغية, وفي المقابل ترك الحبل على الغارب للماغ البوذيين يعيثون في الأرض الفساد, ويزحفون على قرى ومنازل المسلمين بالسواطير والسيوف والسكاكين, فبدأت حملة الإبادة المنظمة ضد المسلمين والتي شارك فيها حتى كبار السن والنساء, أما المسلمون العزل فكل ما كان يحملونه عند ثورتهم بعد الجمعة مجرد عصي وأخشاب لدى بعضهم, وهكذا بدأ القتل في المسلمين وحرق أحياء وقرى كاملة للمسلمين بمرأى من الشرطة الماغية البوذية وأمام صمت الحكومة التي اكتفت ببعض النداءات لتهدئة الأوضاع.
تهجير المسلمين من أكياب/ سيتوي:
ومما يدل أيضاً على أن المسألة هي مسألة تطهير عرقي وإبادة جماعية للروهنجيين المسلمين, ما قام به البوذيون الماغيون حيث استغلوا فرض حظر التجول في المناطق ذات الأغلبية المسلمة وضمنوا عدم استطاعة زحفهم تجاه عاصمة أراكان إكياب - وهي مدينة بعيدة عن تجمع المسلمين مثل: مانغدو وراثيدونغ وغيرها- فقاموا بحرق أحيائهم بالكامل, وبدأ النزوح الجماعي للمسلمين من إكياب ومانغدو بعد أن احترقت منازلهم وصاروا يهيمون على وجوههم في كل مكان, بأجساد عارية ليس عليها إلا خرق بالية, وبدأ تهجيرهم وطردهم والدفع بهم في عرض البحر على سفن متهالكة بلا طعام ولا شراب, وهكذا بدأت رحلة المجهول على قوارب الموت مسلمين أمرهم إلى الله وقد علت أصواتهم بالاستغاثة والإلتجاء من الله ,وبحت أصواتهم وأصوات أطفالهم ونسائهم بالبكاء, وقد انتهى مصيرهم بالوصول إلى الدول المتاخمة وهم في حالة بين الحياة والموت والكثير منهم قد فارق الحياة.
وعلى الرغم من مناقشة قضية الأراكانيين الروهنجيين من قبل الأمم المتحدة ومنظمة آسيان, ومنظمة المؤتمرالإسلامي منذ عقدين؛ إلا أن شيءً لم يتغير ، بل ازداد سوءً. ففي ظل سكوت العالم اليوم عن هذه القضية كما سكت بالأمس فإن البوذيين لن يتوانوا عن إعادة مسلسل جرائهم من جديد الذي بدؤوه قبل 60 عاماً حين أيقنوا أن العالم في سبات عميق تجاه ما يقترفونه في حق المسلمين في إقليم أراكان , من أبشع صور القتل والتعذيب والتهجير وحرق للمنازل والأحياء على من فيها.
* صور من المجازر المرتكبة بحق المسلمين في بورما
ونعتذر عن نشر الصور

Cant See Images
ينتفضون للأضرحة ولا يبالون بدماء المسلمين في بورما!
انتفض العالم لإدانة هدم الأضرحة في مالي إلى حد وصفت ب"جريمة حرب" وأدان واستنكر وشن الهجوم على منفذي هجمات الكنائس والمسيحيين في نيجيريا.. وفي المقابل لم يحرك ساكنا أمام المذابح البشعة للمسلمين في بورما حتى الإدانة لم يسمع لها صوت، ويبدو أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ستصل إلى هناك بعد أن يموت المسلمين جميعا!.


ويتعرض سكان إقليم "أراكان" من المسلمين فى دولة بورما إلى أكبر عملية إبادة جماعية على يد جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة، ولا يمكن إحصاء عدد القتلى في الهجمات التى تعتبر الأشد فى تاريخ استهداف المسلمين فى بورما التي يسكنها 50 مليون نسمة، منهم 15% من المسلمين، يتركز نصفهم فى إقليم أراكان ذى الأغلبية المسلمة.

المسلمون في بورما يواجهون الحرق في قراهم بشكل جماعي – حيث يقوم النظام العسكري ببناء مستوطنات جديدة مكانها للبوذيين - ويذبحون كالخراف وتغتصب النساء ويلاحق الشباب والأطفال داخل الغابات الاستوائية المليئة بالحيوانات المفترسة، وقد لجأ عشرات الآلاف من السكان المسلمين الى الشواطىء لينجوا بأنفسهم مبحرين إلى بنجلادش.


ولا تعد مذبحة بورما الحالية الأولى ولن تكون الأخيرة، فدائمًا ما يتعرض المسلمون فيها لأبشع أنواع الظلم والتنكيل، ، ففي عام 1938 قام البوذيون بارتكاب مجزرة قتل فيها ما يقرب من ثلاثين الفاً من المسلمين تحت أنظار المستعمرين الانجليز الذين كانوا يحكمون تلك البلاد في ذلك الزمان، كما حرقوا مئة وثلاثة عشر مسجداً ، وفي عام 1942 ارتكب البوذيون مذبحة اخرى في “اراكان” التي كانت يوما ما دولة إسلامية ذهب ضحيتها حوالي مئة ألف مسلم وشُرِّد مئات الآلاف.


كما طرد الجيش البورمي في عام 1978 اكثر من نصف مليون مسلم في ظروف سيئة جداً حيث توفى خلال التهجير اكثر من اربعين الفاً من النساء والاطفال والشيوخ. كما تعرض المسلمون للطرد الجماعى المتكرر خارج الوطن خلال أعوام 1962 و1991 حيث طرد قرابة المليون ونصف المليون مسلم إلى بنجلادش.


والغريب أن هذه المجازر الوحشية المستمرة والتي تجددت مؤخرا ضد المسلمين لم تلق صدى عند الغرب وحتى الدول العربية والإسلامية التي انشغلت على ما يبدو بقضية أخرى قد تكون أكثر أهمية من دماء المسلمين الذي يسير أنهارا في بورما وهو هدم الأضرحة في مالي!


هذا الاهتمام وصل لدرجة أن رئيسة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بينسودا، وصفت تدمير الأضرحة على يد من تصفهم بالإسلاميين من حركة "أنصار الدين" في مدينة تمبكتو الأثرية في مالي بأنها "جريمة حرب".


ووصفت حكومة مالي الأمر بأنه "عنف مدمر يرقى إلى جرائم الحرب"، ودعت الحكومة الأحد الأمم المتحدة إلى التحرك لحماية تمبكتو وتراثها.


كما صدرت الإدانات من دول مثل المغرب والجزائر اللتين عبرا عن قلقهما الشديد مما يحدث في تمبكتو، ودعوا الدول الإسلامية، ودول العالم إلى "تدخل عاجل"، لحماية المواقع الأثرية الغنية في مالي.


ولقي هذا الاهتمام بهدم الأضرحة انتقاد الكثير من شيوخ وعلماء المسلمين، فها هو فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر يعلق بقوله "أي محكمة هذه التي تصف هدم الأضرحة بجريمة حرب؟ أين هي من المجازر البشرية وإهلاك الحرث والنسل على يد قرامطة العصر؟"، في إشارة إلى نظام بشار الأسد العلوي في سوريا.

وإزاء مجازر بورما لم نسمع من وسائل الإعلام العربية والإسلامية أي استنكارات أو شجب من قبل الجهات الرسمية والحكومات الإسلامية والعربية ولم تقم منظمات الإغاثة العالمية بأي عمل من شأنه التخفيف من معاناة هؤلاء المعذبين أو مد يد العون لهم ، كما لم نر أي دعوات غربية لفرض حظر أو عقوبات اقتصادية ضد النظام العسكري في بورما، ثم ماذا عن الدول الإسلامية المجاورة لبورما مثل إندونيسيا وماليزيا هل لم يحن الوقت بعد لإنقاذ إخوانهم وجيرانهم.
فمن الواضح أن قضية هدم الأضرحة تشغلهم وتشغل باقي العالم عن مأساة المسلمين في بورما ومأساة المسلمين في سوريا ومآسي المسلمين في جميع أنحاء العالم!.



ما يحدث في بورما يَشيب له الولدانُ، وتقشعرُّ من فظاعته الأبدانُ؛ حيث يتم ذبحُ المسلمين بالسكاكين في حفلاتِ موت جماعية، وتُحرَقُ جثثُهم في محارقَ أشبهَ بالمحرقة النازية التي تحدَّث عنها العالَمُ وما زال، وتُهدمُ بيوتُ المسلمين فوق رءوسهم، وتُغتصب نساؤُهم دون أن يحرِّك العالَم الإسلامي ساكنًا، وكأنهم قرابينُ العنصرية البغيضة، تقدَّم فداءً لعالم إسلاميٍّ يغرِق في تفاصيل مشكلاتِه وإخفاقاته.
ومسلمو بورما (أو ميانمار) التي تقعُ في جنوب شرق آسيا - يتعرَّضون للإبادة من البُوذيِّين الذين يسيِّرون قطارَ الموت في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة، وفي مدينة (رانجون) العاصمة، بعدما قُتل عشَرةُ علماءَ مسلمين وهم عائدون من رحلة العمرة، على يدِ مجموعات بوذية، قامت بضربهم حتى الموت، وذلك بعدما اتَّهمهم الغوغاءُ ظلمًا بالوقوف وراء مقتل شابة بوذية، ويتحالف النظامُ العسكريُّ الحاكم مع هذه المجموعات البوذية المتطرِّفة لأكبرِ عملية تعذيب وحشية للمسلمين، وتهجيرهم من ديارهم، واغتصاب ممتلكاتهم ونسائهم.
كل ذلك يتمُّ وإعلامُنا في غفلة عن تلك الأحداث، حتى جاءت منها مشاهدُ الصُّوَر الصادمة للإنسانية، والخادشة للضمير الإنساني؛ حيث تُشير بعضُ الصور إلى وجودِ عمَّال إنقاذ تتساقط فوق رءوسهم جثثٌ متفحِّمة، قام البوذيُّون بإحراقها بعد تعليق أصحابها بالحبال!
بالإضافة إلى صور أطفالٍ قُتِلوا جماعيًّا بطريقة لا تمتُّ للإنسانية بصلة!
فماذا فعلنا -نحن المسلمين- إزاءَ هذه المجازر الوحشيَّة، والتي تأنف الوحوشُ والحيوانات من ارتكابها؟! وأين مؤسساتُنا الإسلامية والدعوية والإغاثية من هذه المأساة؟! بل أين الضميرُ العالَميُّ الذي يتفاعل مع أخبار تتناقلها الميديا حول قطة أوباما، أو كلب ديك تشيني إذا ما تعرَّض لارتفاع طفيفٍ في درجات الحرارة؟!
أين الأزهرُ الشريف، مؤسَّسةُ المسلمين الكبرى في عالَمنا الإسلاميِّ الذي ينشغل رموزُه بتفاصيلَ بروتوكوليةٍ دون الاضطلاعِ بدوره الحقيقي، كملاذٍ للمسلمين حول العالم ونصيرٍ لقضاياهم؟!
نعم، هناك بياناتٌ صدرت من هنا وهناك، كبيانِ رابطة علماءِ المسلمين الذي ناشد المسلمين في بورما بالصبر، وذكَّرهم بأن البلاءَ سنَّةٌ ماضية عاقبتها النصرُ والتمكين، لكنني أزعم أننا الذين يحقُّ لنا التذكيرُ، وليس هم.
نحن الذين يجب أن نتذكَّر أن مجتمع المسلمين كالجسدِ الواحد، أو هكذا ينبغي، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالحمَّى والسهر، نحن الذين يجب أن نتذكَّر أن نُصرةَ المظلوم واجبةٌ، وأن نجدةَ الملهوف فرضٌ، خاصة إذا لم يكن لهم مفرٌّ من الموت إلا الموت حرقًا أو شنقًا أو ذبحًا، وإذا نجَوْا بقواربهم الصغيرةِ نحو شواطئ بنجلاديش، فإنَّ قوات الأمن هناك تقوم باعتقالِهم؛ بحجة أنهم لاجئون غيرُ مسجَّلين بالأمم المتحدة، وأن بنجلاديش لا تستطيعُ استيعابَ أكثرَ من 30 ألف لاجئ.
تحرُّكاتنا تجاه بورما خجولةٌ لا تناسب حجمَ الكارثة الحقيقية التي ألَمَّت بهم، بضعةُ مجموعاتٍ على الفيس بوك تنادي بنصرتِهم، ولجنة كويتية مشكورةٌ لمساعدة وإغاثة مسلمي بورما، وبعض صور تستصرخ من يشاهدُها لإنقاذِ من تبقَّى من المسلمين هناك، وكأننا لا نستطيع التحركَ بمفردنا، لا نستطيع ممارسةَ الضغط السياسي والدبلوماسي إلا بمساعدةِ (الحليف) الأمريكي (النزيه)، ولا تتحرَّك حتى ضمائرنا إلا بعد أن تتحرَّكَ ضمائرُ الغرب!!


أراكان .. مأساة شعب يباد !!




كنا نستمع كثيرًا إلى أساتذتنا وعلمائنا -حفظهم الله ورعاهم ورحم من تُوفي منهم- وهم يدعون بالنصر للمسلمين وحفظ دمائهم في كل بقعة من بقاع الأرض، وبخاصة في فلسطين وأفغانستان وبورما وكشمير وأذربيجان... وغيرها الكثير والكثير من دول العالم الإسلامي وأقاليمه التي تتعرض من حين لآخر للإبادة والتطهير العرقي البغيض.
وفي خضم الأحداث المتسارعة في شتى بقاع المعمورة، تُطعن أمة الإسلام مرة أخرى في جزء من أجزائها المسلوبة، وفي بقعة من بقاعها المنسية. ومن بين هذه الأحداث تلك المأساة التي تعيشها ولاية أراكان الإسلامية الروهنجية إحدى أقاليم بورما (ميانمار) التي يمثل المسلمون فيها نسبة 70%, وتبلغ مساحتها20 ألف ميل مربع, ويبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة. ويطل الإقليم على خليج البنغال من الغرب، وتحدها بنجلاديش من الشمال الغربي. وهي محتلة منذ عام 1947م في حكم ميانمار (بورما)، وعاصمة الإقليم هي إكياب, واللغة الرسمية هي (الروهنجيا والعربية).
ولو عدنا بالتاريخ لوجدنا أن الإسلام قد دخل بورما عن طريق أراكان في القرن الأول الهجري، بواسطة التجار العرب، وعلى رأسهم الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص بن مالك رضي الله عنه، ومجموعة من التابعين وأتباعهم. حيث كان العرب يمارسون مهنة التجارة، ولأجلها يسافرون إلى أقاصي البلاد ودانيها. وفي يوم من الأيام انكسرت سفينتهم أثناء سفرهم للتجارة في وسط خليج البنغال على مقربة من ساحل أراكان، فاضطروا إلى اللجوء إلى جزيرة رحمبري بأراكان، وبعد ذلك توطنوا في أراكان، وتزوجوا من بنات السكان المحليين.
وحيث إنهم وعوا قوله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية»، وقوله: «فليبلغ الشاهد الغائب»، فبدءوا بممارسة الأعمال الدعوية بين السكان المحليين بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن ثَمّ بدأ السكان المحليون يدخلون في دين الله أفواجًا. ثم تردد عليها الدعاة من مختلف مناطق العالم، وازداد عدد المسلمين يومًا فيومًا، إلى أن استطاع المسلمون تأسيس دولة إسلامية في أراكان منذ عام 1430م، بيد سليمان شاه. واستمرت الحكومة الإسلامية فيها أكثر من ثلاثة قرون ونصف إلى أن هجم عليها البوذيون عام 1784م.
وهكذا انتشر الإسلام في جميع مناطق بورما حتى بلغ عدد المسلمين حاليًّا عشرة ملايين مسلم، من بين مجموع سكانها البالغ خمسين مليون نسمة؛ أي 20% من إجمالي عدد سكان بورما، أربعة ملايين منهم في أراكان، والبقية منتشرون في جميع المناطق. أما في أراكان وحدها فتبلغ نسبة المسلمين 70%، منهم حوالي أكثر من مليوني مسلم من الشعب الروهنجيا يعيشون حياة المنفى والهجرة في مختلف دول العالم.
وكانت بورما منذ سيطرتها على أراكان المسلمة عام 1784م تحاول القضاء على المسلمين، ولكنها فقدت سلطاتها بيد الاستعمار البريطاني عام 1824م، وبعد مرور أكثر من مائة سنة تحت سيطرة الاستعمار نالت بورما الحكم الذاتي عام 1938م. وأول أمر قامت به بورما بعد الحكم الذاتي هو قتل وتشريد المسلمين في جميع مناطق بورما حتى في العاصمة رانجون، واضطر أكثر من 500.000 خمسمائة ألف مسلم إلى مغادرة بورما.
وفي عام 1942م قام البوذيون بمساعدة السلطة الداخلية بتنفيذ حملة قتل ودمار شامل على المسلمين في جنوب أراكان، حيث استشهد حوالي مائة ألف مسلم. ومنذ أن حصلت بورما على استقلالها من بريطانيا عام 1948م شرعت في تنفيذ خطتها لبرمنة جميع الشعوب والأقليات التي تعيش في بورما.
وفعلاً نجحت في تطبيق خطتها خلال عدة سنوات، لكنها فشلت تمامًا تجاه المسلمين؛ إذ لم يوجد أي مسلم بورمي ارتد عن الإسلام أو اعتنق الديانة البوذية أو أي دين آخر. فلما أدركت بورما هذه الحقيقة غيّرت موقفها وخطتها من برمنة المسلمين إلى "القضاء" على المسلمين واقتلاع جذور الإسلام من أرض بورما، وذلك بقتل ونهب وتشريد ومسخ هويتهم وطمس شعائرهم وتراثهم، وتغيير معالمهم وثقافتهم.
ومنذ أن استولى الجيش على مقاليد الحكم عام 1962م اشتدت المظالم على المسلمين بطريق أوسع من السابق، ففي عام 1978م شردت بورما أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش، وفي عام 1982م ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم متوطنون في بورما بعد عام 1824م (عام دخول الاستعمار البريطاني إلى بورما)، رغم أن الواقع والتاريخ يكذِّب ذلك. وفي عام 91-1992م شردت بورما حوالي ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش مرة أخرى.
وهكذا يستمر نزوح المسلمين إلى بنجلاديش ومنها إلى بلاد أخرى كل يوم؛ لأن الحكومة خلقت جو الهجرة، فالوضع الذي يعيشه مسلمو أراكان مأساوي جدًّا.. فهم محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية، وهناك مئات الآلاف من الأطفال تمشي في ثياب بالية ووجوه شاحبة، وأقدام حافية، وعيون حائرة لما رأوا من مظالم واعتداءات البوذيين، حيث صرخات الثكالى والأرامل اللائي يبكين بدماء العفة، يُخطف رجالهن ويعلقون على جذوع الأشجار بالمسامير، حيث تقطع أنوفهم وآذانهم، ويفعل بهم الأفاعيل، وعشرات المساجد والمدارس تُدمر بأيدٍ نجسة مدنسة.
وفي الأول من شهر يونيو 2012م تعرض عشرة من دعاة المسلمين الأراكانيين لمذبحة شنيعة قضوا نحبهم فيها بعد أن هوجموا من قبل جماعة بوذية، فتكت بهم جميعًا ومثّلت بجثثهم، ولم تقف الأمور عند هذه المجزرة فحسب بل تعدتها إلى حرق منازل ومزارع عدد كبير من المسلمين وقتل العشرات بالنيران. ومنذ 8 يونيو هجم البوذيون على المسلمين حينما كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مدينة منغدو (المتاخمة لحدود بنجلاديش)، وعند مواجهة المسلمين لتلك الهجمات المفاجئة أطلقت الشرطة الرصاص على المصلين الأبرياء؛ مما أسفر عن مقتل أربعة مصلين.
وبعدها بدأ البوذيون المشاغبون المسلحون بالأسلحة النارية بشن حملات منظمة على المسلمين الأبرياء. وفي 10 يونيو 2012م تم فرض حظر التجول على المناطق التي تقطنها الأقلية المسلمة، وبعدها قامت الجماعات البوذية بتعاون من رجال الشرطة والجيش وقوات حرس الحدود بحملة تطهير عرقي وديني راح ضحيتها آلاف من المسلمين الأبرياء بين القتلى والمصابين بالجروح. كما أن البوذيين أحرقوا أكثر من ثلاثة آلاف منزل من منازل المسلمين.
وفي ظل حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في مناطق المسلمين صعبت المعيشة على المسلمين وتزايدت المأساة الإنسانية بشكل مخيف في أراكان، كأنها تحولت إلى سجن كبير، بل الواقع أسوأ من ذلك، حيث لا يستطيعون الخروج من بيوتهم لكسب المعاش أو لشراء ما يسدّ رمقهم. ومن جانب آخر فإن الشرطة تواصل الاعتقالات العشوائية وانتهاك الحرمات، بحيث تحاصر قرية من جميع الجوانب دون إنذار مسبق، ثم تلقي القبض على الرجال والشباب وتغتصب النساء وتنهب الأموال والأشياء الثمينة!!
وقد بلغ الأمر إلى حدٍّ لا يمكن إحصاء المقبوضين أو المتعرضين لهذه الجرائم اللاإنسانية..
وما زالت المأساة مستمرة، ومن ثَمّ فإنني أناشد منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع منظمات حقوق الإنسان في العالم الحر الأبيّ أن تغيث شعب أراكان، وأن تمد لهم يد العون لوقف نزيف الدم، أم لأنهم مسلمون فدماؤهم رخيصة ولا يهتم لمأساتهم أحد؟!! وهنا أتذكر قول الشاعر:
قَتْلُ كلبٍ في غابةٍ قضيةٌ لا تُغتفر *** وقتل شعب آمنٍ مسألةٌ فيها نظر
بقلم: ياسر الفخراني(1)

المسلمون في بورما تاريخ من الاضطهاد




ظل مشكلة مسلمي بورما ميانمار قائمة حتى إشعار آخر، يعيشون حياة من القهر والظلم، وينتظرون الموت الذي يحل بساحتهم بين لحظة وأخرى؛ إنها مأساة أشار إليها الغربيون، حين رأوا النظام العسكري اليساري يتعامل بهمجية، وإن شمل العسف والاضطهاد البوذيين. بورما "Burma" والتي صارت تُعرف اليوم بـ"ميانمار Myanmar"، يوجد بها أكثر من ثمانية ملايين مسلم كثير من حقوقهم ضائعة، وقد يرحلون عبر المحيط إلى أرض أخرى ، وإن سلموا من الغرق يتعرضون للاعتقال في الدول المجاورة لأنهم غرباء وفدوا على بلدان ترتفع فيها نسبة الفقراء، فلا يجدون مكانا، فتبدأ رحلة اللجوء مرة أخرى والبحث عن موطن جديد، وهكذا من قارب إلى قارب، ومن رحلة موت إلى رحلة تغريب، وبورما فسيفساء من الأقليات، وخليط من الديانات، فإلى جانب البوذيين الذين يشكلون أغلبية السكان، نجد المسيحيين والمسلمين والهندوس وكثيرا من الديانات الأخرى.
لا يوجد بشر على وجه هذه الأرض، ُسحِقَ كما ٌسحِقَ المسلمون في بورما، ولا دينا أهين كما أهين الإسلام في بورما؛ عشرة ملايين من المسلمين في بورما - ميانمار حاليا- من إجمالي خمسين مليونا تعداد سكان بورما. يعيش المسلمون جحيما حقيقيا.
تتعامل الطغمة العسكرية الحاكمة معهم وكأنهم وباء لا بد من استئصاله من كل بورما، فما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين.
قرى بأكملها أحرقت أو دمرت فوق رؤوس أهلها، لاحقوا حتى الذين تمكنوا من الهرب في الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر، وقتلوا العديد منهم، وكانوا يدفنون الضحايا في طين البحر وأدا للفضيحة. ومن استعصى عليهم قتله ولم يتمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطء وبكل سادية، تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تماما، فلا الهيئات الدولية ولا الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالاقتراب من هذه التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش البورمي؛ كبارا وصغارا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل.
أما المسلمات فهن مشاعا للجيش البورمي؛ حيث يتعرضن للاغتصاب في أبشع صوره، امرأة مسلمة ظل الجيش يغتصبها لمدة سبع سنوات وأنجبت ستة أطفال لا تعرف أبا لهم، بعد أن قتل الجيش زوجها؛ لأن شوال أرز سقط من على ظهره، وامرأة مسلمة حامل ذهبت لمركز للطعام تابع للأمم المتحدة، فعاقبها الجيش باغتصابها حتى أسقطت حملها في مكان الجريمة .. ومليار مسلم يتفرج.
أما من ينتظر دوره منهم، فخذ بعضا من القوانين التي يطبقها عليهم العسكر؛ لا زواج للمسلم قبل الثلاثين وللمسلمة قبل الخامسة والعشرين، وأحيانا يمنع تزاوج المسلمين كليا لفترة من الوقت، وحين تكتمل الشروط، تبدأ عذابات الحصول على الإذن بالموافقة ، والذي لا يعطى دون رسوم باهضة ورشاوى لضباط الجيش، وإذا حملت المرأة المسلمة فعليها أن تذهب لمركز الجيش التابع لمنطقتها لتكشف عن بطنها بحجة تصوير الجنين بالأشعة، ويتصرفون بهذا الأسلوب حتى لا تفكر الأسر المسلمة بالحمل والإنجاب؛ لأنهم يعلمون حساسية المسلمين بالنسبة لقضية كشف العورة. وليس هذا فحسب بل جاؤوا بمرضى الإيدز لاغتصاب المسلمات لنشر هذا المرض بين المسلمين. أما من نال قسطا من التعليم أو حباه الله بموهبة ما، أو صاحب رياضة معينة، فالويل له إن لم يستفد منه الجيش، فحينها يكون عقابه السجن حتى الموت..
لقد سجل التاريخ لمسلمي بورما: أن الموت عندهم أسهل بكثير من أن يرضوا بأي دنية في دينهم، فلم يسجل أن أحدا ارتد عن دينه، بل كانوا عندما يخيرون بين القتل أو أكل لحم الخنزير؛ يختارون الموت على ذلك حين حاول البوذيون والنظام العسكري الحاكم حملهم على الارتداد عن دينهم؛ تطبيقا للشعار الذي اتخذوه لا بيت فيه مسلم في هذا الوطن. لذا اتخذوا معهم هذه الطريقة ألا وهي إبادتهم بأقذر الأساليب التي عرفها البشر.. عندما استطاعت امرأة مسلمة النفاذ إلى تايلاند بعد أن أحترق فيها ولها كل شيء لم تجد ما تقوله لمنظمة العفو الدولية سوى الطلب منها استنهاض الدول الإسلامية.
وامرأة أخرى نجت من الموت مع أطفالها بأعجوبة عندما أحرق الجيش البورمي قريتها، واستطاعت الوصول إلى بنغلاديش، لم تشغلها الأحداث الجسام التي واجهتها عن تعليم أحد أطفالها، مما حير صحفيا أجنبيا والذي سألها: من أجل ماذا تعلميه؟ فقالت: أريد أن يكون عالما يخدم الإسلام !
من الصعب تحديد المذابح التي تعرض لها المسلمون في بورما أو ذكرها جميعها في مقالة، ولكن ما يمكن قوله إنه في كل هذا الجحيم الذي تعرضوا له، لم يلتفت إليهم أحد من المسلمين، في عام 1938م قام البوذيون وبدعم من الإنجليز، حين كانت بورما مستعمرة بريطانية، بارتكاب مذبحة قتل فيها ما يقرب من ثلاثين ألفا من المسلمين ،وأحرق مائة وثلاثة عشر مسجدًا.
وفي عام 1942م أرتكب البوذيون مذبحة أخرى في "أركان " والتي كانت في يوم ما دولة إسلامية، ذهب ضحيتها ما يقرب من مائة ألف مسلم، وهي المذبحة التي دمروا فيها جنوب أركان بالكامل.
وعندما استولى الجيش عام 1962م على الحكم في بورما، ارتكبوا العديد من المذابح والطرد بحق المسلمين، وبأبشع من سابقيهم وبأكثر سرية، وهي التي حين كانت تكشف لوسائل الإعلام، ترد بطريقة ذكية، كالقول: إنها جرت ضد أقليات عرقية ودون أي ذكر لاسم المسلمين.
في عام 1978م طرد الجيش البورمي أكثر من نصف مليون مسلم في ظروف سيئة جدا، حيث توفي أثناء التهجير ما يقرب من أربعين ألفا من النساء والأطفال والشيوخ حسب إحصائية لوكالة غوث اللاجئين. وعندما فازت المعارضة في الانتخابات الوحيدة في بورما عام 1991م، والتي ألغيت نتائجها؛ دفع المسلمون الثمن لأنهم صوتوا لصالح المعارضة، فطردوا منهم ما يقرب من نصف مليون مسلم أيضا.
وأيضًا أصدرت السلطات قرارًا بحظر تأسيس مساجد جديدة، وعدم إصلاح وترميم المساجد القديمة، وتدمير المساجد التي تم بناؤها أو إصلاحها خلال عشر سنوات منصرمة في الإقليم!! وبموجب هذا القرار فإن السلطة هدمت إلى الآن أكثر من 72 مسجدًا، و4 مراكز دينية، واعتقلت 210 من علماء الدين وطلبة العلم خلال الأشهر الماضية وقتلت 220 مسلمًا. وأكد إمام أحد مساجد العاصمة (يانجون) أن المسلمين لا يستطيعون الجهر بشعائر دينهم في مينمار، وتمنعهم الحكومة من استخدام مكبرات الصوت الخارجية لرفع الأذان، كما تمنعهم من بناء مدارس خاصة بهم، وتضيِّق عليهم في تولي الوظائف وخاصة الحكومية.
وتشير الإحصائيات الرسمية في مينمار (بورما) إلى أن نسبة المسلمين في هذا البلد- البالغ تعداده نحو 55 مليون نسمة- تقل عن 5%، وبالتالي يتراوح عددهم بين 5 و8 ملايين نسمة، ويتركز المسلمون في ولاية أراكان المتاخمة لدولة بنجلاديش وينتمون إلى شعب روهينجا.
يقول زعماء الجالية المسلمة في العاصمة يانجون (رانجون) إن الإسلام دخل بورما منذ القرن الأول الهجري على أيدي التجار العرب، في حين تقول السلطات إنه دخل مع الاحتلال البريطاني للبلاد عام 1824م، ومن هذا المنطلق يتمُّ حرمان كل مسلم لا يستطيع إثبات جذوره في البلاد قبل هذا العام من الجنسية!. وكانت أوضاع المسلمين في البلاد قد تدهورت منذ الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال ني وين عام 1962م؛ حيث اتجهت الدولة منذ ذلك الحين إلى طرد المسلمين من الوظائف الحكومية والجيش. وتتحدث منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الإنسان عن الانتهاكات التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا بولاية أركان؛ حيث يتعرضون للسخرة، وتقييد حرية الحركة، وتُفرض عليهم الأحكام العرفية، وتُدمر منازلهم، فضلاً عن تقييد حرية العبادة، وقد قامت السلطات في ميانمار خلال السبعينيات والثمانينيات بطرد مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا إلى بنجلاديش المجاورة!!!
  بورما المنسية .. تبحث عن ربيع ينقذ مسلميها



تشهد بورما المعروفة بـ"ميانمار" وهي إحدى دول جنوب شرق آسيا منذ أسابيع، عدة خطوات إصلاحية من جانب المجموعة العسكرية الحاكمة؛ لإظهار تخفيف قبضتها على البلد ذي التنوع العرقي الكبير، والذي يضم ثلاثة ملايين مسلم على الأقل تم اضطهادهم وتشريد مئات الآلاف منهم على مدار ستة عقود.
فعلى المستوى السياسي: زار البلاد خلال الشهر الماضي كل من وزير خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا، في زيارتين تاريخيتين، والتقت "هيلاري كلينتون" بزعماء الأقليات البورمية، ومن بينهم ممثلون لعرقية "روهينجيا" المسلمة الذين يتمركزون في إقليم "أراكان"، كما تم الإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية في إبريل المقبل، وعقد سفير الصين لدى بورما اجتماعًا نادرًا مع الناشطة السياسية "أونج سان سوكي" وهي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، والأمين العام للرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، وهي أهم أحزاب المعارضة في بورما.
وعلى مستوى الحريات: فقد تم الإفراج عن مجموعة من المعتقلين السياسيين، وتخفيف الرقابة نسبيًّا، ورفع الإقامة الجبرية عن الناشطة السياسية "أونج سان سوكي"، كما تم التوقيع يوم الخميس الماضي على اتفاق لوقف إطلاق النار مع متمردين من أقلية "الكارين"، وذلك في محاولات حكومية لإنهاء واحد من أطول الصراعات في العالم.
وتأتي تلك الخطوات المحدودة لرفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة على بورما منذ نحو 20 عامًا، حيث اشترطت تلك الدول أربعة شروط لمراجعة الموقف من العقوبات، وهي الإفراج عن المعتقلين السياسيين والبالغ عددهم 1700 على الأقل، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الجيش، وبذل جهود لحل الصراعات العرقية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وفي خضم هذا التطور الحقوقي في بلد عانى لأكثر من ستة عقود من القهر والاستبداد تطفو على السطح مطالبات لوقف معاناة مسلمي بورما، الذين تعرضوا لألوان مريعة من الانتهاكات، دون أن يجدوا من يتبنى قضيتهم.
فقد طالبت المنظمة الوطنية للروهينجيا في أراكان -وهي إحدى المنظمات المدافعة عن حقوق مسلمي بورما ومقرها لندن- حكومة "يو ثين سين" الحالية بمعاملة شعب روهينجيا بشكل آدمي، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان، ومنح الحقوق المدنية والسياسية للروهينجيا بلا تأجيل، بما في ذلك حقوق المواطنة والحقوق العرقية في بورما، كما دعت المنظمة كلاًّ من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوربي ودول ومنظمات أخرى لأخذ تلك المتطلبات بعين الاعتبار.
شعب منسي
والروهينجيا أو الرُّوَينجية اسم يطلق على المسلمين المواطنين الأصليين في إقليم أراكان، الذي يقع في الجنوب الغربي لبورما، وينحدرون من الأصول العربية والمور والأتراك والفرس والمغول والباتان والبنغاليين، ويبلغ عددهم ثلاثة ملايين، ويمثلون 5 % من سكان بورما، وذلك بعدما ضمت بورما إقليمهم المسمى "أراكان"، حيث تم حرمان المسلمين من جنسيتهم، وتم إغراق الإقليم بالمستوطنين البوذيين الذين قاموا على حكمه.
ولا يزال مسلمو بورما متمسكين بالإسلام رغم الانتهاكات الصارخة التي جرت ضدهم خلال عشرة قرون، ويعمل معظم رجال الروينجية في الزراعة والرعي والتجارة ومهن أخرى، كما تساعدهم نساؤهم في أعمال الزراعة، ويعملن في الحقول وتربية الماشية، أما الأطفال فيتجه جزء كبير منهم نحو المدارس الدينية البسيطة المتاحة.
ويبلغ عدد المدن في أراكان نحو 17 مدينة أكبرها العاصمة مدينة "أكياب" التي تقع في شمال أركان، ولا توجد خطوط للسكك الحديدية بعد توقف الخط الذي أنشأه الاستعمار البريطاني، وكان يربط مدينة "شيتاجونج" في جنوب بنجلاديش ومدينة بوسيدونغ في شمال أراكان.
انتهاكات بالجملة
مارست السلطة العسكرية البورمية المستبدة، كل أشكال الانتهاكات ضد مسلمي بورما؛ لدفعهم لترك أراضيهم أو لتحويلهم عن دينهم، فكانت عمليات القتل والاغتصاب والتعذيب ومصادرة الأراضي تتم بشكل ممنهج وبأقسى الصور، وقد زادت الانتهاكات مع الحملات التي شنتها السلطات بدعوى فرض النظام في عامي 1978 و1991م.
وقد منع النظام البوذي القمعي مسلمي بورما من الالتحاق بالوظائف الحكومية، كما تم إجبار النسبة الضئيلة التي حصلت على وظائف على تغيير أسمائهم الإسلامية، وهو الأمر الذي تكرر فيما يخص التعليم بسبب التمييز العنصري، وعليه فقد تخلف الروهينيجيون في مجالات العلوم بشكل عام، ولم تكتف السلطات بذلك، بل وقفت بالمرصاد أمام التعليم الديني والمدارس الدينية والعلماء القائمين عليها والذين يبثون في الطلاب الفهم الصحيح للإسلام.
ووصل التضييق عليهم لدرجة عدم السماح لهم بالتنقل من قراهم إلى القرى داخل الولاية دون تصريح مسبق، كما أنهم ممنوعون من الزواج دون تصريح.
وقد اضطر مئات الآلاف من مسلمي بورما إلى الفرار بحياتهم من جراء تلك الممارسات إلى بنجلاديش وتايلاند، حيث يعيشون في معسكرات على الحدود، إلى أن تم قبولهم "مهاجرين لأسباب اقتصادية"، وهي صفة تطلق عليهم لتجعلهم في النهاية لا يتمتعون بأي جنسية، فلا النظام الحاكم يعترف بهم، كما لا تعترف بهم الدول المضيفة إلا فيما ندر.
وقد فرَّ عشرات الآلاف من المسلمين البورميين إلى تايلاند المجاورة عن طريق البحر، لكن السلطات التايلاندية كانت تعاملهم بشكل بالغ السوء، فقد وصف شهود عيان -من السائحين الأجانب في تايلاند- ممارسات مفجعة يقوم بها الجيش التايلاندي على الشواطئ التايلاندية مع اللاجئين الروهينجيين.
وحاليًّا، يعيش كثير من مسلمي بورما في المنافي، مثل بنجلاديش وتايلاند وماليزيا واليابان وباكستان والسعودية والإمارات، لكن بشكل عام ظهر تقصير واضح من جانب البلاد الإسلامية تجاه قضية مسلمي بورما، وذلك على الرغم من بعض الخطوات من منظمة التعاون الإسلامي، التي سعت لتوحيد جاليات الروهينجيا.
ووسط تغيرات عالمية، بدأت بالربيع العربي في الشرق الأوسط مع تقدُّم للإسلاميين، وتراجع الهيمنة الأمريكية في نظام العراق وأفغانستان وتقليص ميزانيتها العسكرية، وإظهار النظام الحاكم البورمي نوعًا من الانفتاح، يلوح في الأفق أمل بحصول مسلمي بورما على بعض حقوقهم التي سُلبت منهم لقرون.
المصدر: جريدة الحرية والعدالة، العدد (81)، 16 يناير 2012م.

مأساة أراكان _ بورما_ميانمار

أراكان هي دولة مسلمة منذ القرن السابع الميلادي إحتلتها دولة بورما سنة 1748م .. بورما دولة ذات أغلبية بوذية .منذ أن تم إحتلال أركان و سكانها المسلمين يتعرضوا لأشد أنواع التعذيب و التنكيل من قبل سكان بورما البوذيين .سنة 1942 وقعت مذبحة كبرى ضد مسلمى أراكان قتل فيها اكثر من مائة ألف مسلم .تعرض مسلمي أراكان للتهجير من أراضيهم بين عامى 1962 و 1991 ، تم تهجير حوالى 1.5 مليون مسلم إلى بنجلاديش.فى بداية شهر يونيو 2012 ، أعلنت الحكومة البورمية أنها ستمنح بطاقة المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة فى أراكان .غضب البوذيون كثيرا بسبب هذا الإعلان لأنهم يدركون أنه سيؤثر فى حجم إنتشار الإسلام فى المنطقة ، فخططوا لإحداث الفوضى .هاجم البوذيون حافلة تقل عشرة علماء مسلمين كانوا عائدين من أداء العمرة ، شارك فى المذبحة أكثر من 450 بوذى .تم ربط العلماء العشر من أيديهم و أرجلهم و إنهال عليهم الـ 450 بوذى ضربا بالعصى حتى قتلوا .لكي يجد البوذيون تبريرا ، قالوا إنهم فعلوا ذلك إنتقاما لشرفهم بعد أن قام شاب مسلم بإغتصاب فتاة بوذية و قتلها .كان موقف الحكومة مخزيا للغاية ، فقد قررت القبض على 4 مسلمين بحجة الإشتباه فى تورطهم فى قضية الفتاة ، و تركت الـ 450 قاتل بدون عقاب .يوم الجمعة 3 يونيو 2012 أحاط الجيش بالمساجد تحسبا لخروج مظاهرات بعد الصلاة و منعوا المسلمين من الخروج دفعة واحدة .أثناء خروج المسلمين من الصلاة ألقى البوذيون الحجارة عليهم و إندلعت إشتباكات قوية ، ففرض الجيش حظر التجول .شدد الجيش حظر التجول على المسلمين فيما ترك البوذيون يعيثون فى الأرض فسادا .يتجول البوذيون فى الأحياء المسلمة بالسيوف و العصى و السكاكين و يحرقون المنازل و يقتلون من فيها أمام أعين قوات الأمن .بدأ العديد من مسلمى أراكان فى الهروب ليلا عبر الخليج البنغالى إلى الدول المجاورة ، و مات الكثير منهم فى عرض البحر .
وسط التعتيم الإعلامى الشديد ، هناك أكثر من 10 مليون مسلم فى أركان يتعرضون لعملية إبادة ممنهجة و تُغتصب نساؤهم و يُقتل أطفالهم
 

 
شارك الموضوع مع أصدقائك ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة اسلامنا حياتنا ©2013-2014 | جميع حقوق تصميم القالب لعرب سوفت